أنموذج التعاون الناجح بين الدولة وسنيم في تثبيت الأخصائيين

أربعاء, 2025/05/28 - 11:40م

في وقت تعاني فيه مدن الداخل من نزيف الأخصائيين، حيث يفضل معظمهم البقاء في العاصمة أو لا يتجاوز حضورهم أياما معدودة في مقرات عملهم داخل الولايات، تبرز مدينة ازويرات كاستثناء لافت، يعود الفضل فيه لسياسة صحية راسخة تتبناها الشركة الوطنية للصناعة والمناجم "سنيم" عبر دعمها المتواصل للقطاع الصحي في المدينة المنجمية.
فبينما يغيب الحافز في كثير من المناطق، اختارت سنيم أن تملأ هذا الفراغ، مستشعرة حاجة السكان للرعاية المتخصصة، ومؤمنة بأن صحة الإنسان لا تقل أهمية عن استخراج الثروات المعدنية من باطن الأرض.
وقد لعبت الشركة دورا محوريا في تثبيت الأخصائيين التابعين لوزارة الصحة والمحولين إلى مركز الاستطباب الجهوي في ازويرات، من خلال إبرام عقود عمل مجزية معهم عبر عيادتها، تساعدهم على البقاء والاستقرار في المدينة، ما يضمن استمرار خدماتهم للسكان.
ومن بين هؤلاء: أخصائي في جراحة العظام والكسور، وآخر في جراحة الأعصاب، وثالث في أمراض الأطفال، في حين ينتظر وصول أخصائي في المسالك البولية للتعاقد معه.
وينضاف إلى هذا الفريق، كادر طبي متكامل يعمل بشكل مباشر ودائم في عيادة سنيم، يضم جراحين في الجراحة العامة أحدهما تونسي، وأخصائيا في أمراض النساء، وآخر في أمراض القلب والشرايين، وأخصائيا في الإنعاش والتخدير، مع توقع التعاقد قريبا مع أخصائي في الأشعة.
وبذلك، تقترب المدينة من أن تتوفر على عشرة أخصائيين في تخصصات دقيقة ومتكاملة، يجمعهم حرص مشترك على خدمة السكان، وتربطهم التزامات متفاوتة مع مركز الاستطباب أو عيادة سنيم.
هذا العدد المهم يضع ازويرات في مقدمة المدن الموريتانية من حيث مستوى الرعاية الصحية وعدد الأخصائيين المتوفرين بها، ويشكل نموذجا ناجحا لما يمكن أن تحققه الشراكة الذكية بين القطاعين العام والخاص في خدمة المواطن.
إنه جهد، قد لا يدرك المواطن العادي أبعاده، لكنه يعكس رؤية مسؤولة لشركة اختارت أن توسع نطاق تأثيرها الاجتماعي، وأن تجعل من الرعاية الصحية المتخصصة جزءا من استراتيجيتها التنموية في خدمة المدينة وسكانها.