أمن الطرق في ازويرات : عندما يصبح القطاع أداة للتنمية

أربعاء, 2018/01/17 - 2:45ص

لا يختلف إثنان على أهمية إنشاء جهاز كجهاز أمن الطرق يعهد إليه بعدة مهام أمنية في مقدمتها ضبط حركة السير وتنظيمها بشكل يضمن للمواطن المحافظة على حياته من خلال الحيلولة دون وجود عائق يمكن أن يشكل خطرا عليها.
ولأن مهمة القطاع تأسست على هذا الهدف كان لزاما أن تكون علاقته بالمواطن مثالية لكن غياب التدريب اللازم لمعظم عناصره وابتزازهم الصارخ للمواطنين وعدم تعاطي بعض عناصره معهم حول العلاقة بين الطرفين شيئا فشيئا إلى علاقة عداء مستمر فأصبح المواطن يرى في القطاع عدوا حقيقيا همه الوحيد ابتزازه وسلبه ما تيسر من مال على شكل غرامات على مخالفات لم يرتكبها في أغلب الأحيان فيما أصبح معظم عناصر القطاع يرون في المواطن فريستهم المثلى.
وإدراكا منها لهذه الوضعية قامت قيادة القطاع بمراجعة شاملة لأداء عناصرها وتغيير استراتجيتها في العمل من أجل تغيير الصورة السلبية التي رسمت للقطاع في مخيلة المواطن البسيط وهكذا ضخت دماء جديدة في القطاع من خلال أختيار مجموعة من الضباط الأكفاء من مختلف القطاعات الأمنية وتحويلهم كقادة لهذا القطاع في مختلف ولايات الوطن للعمل في إطار هذا التوجه وهكذا ومنذ تحويل قيادة شابة جديدة لأمن الطرق على مستوى ولاية تيرس زمور بدأت بشكل ملموس العمل من أجل تقريب الخدمة من المواطن وتغيير الصورة النمطية التي رسمها للقطاع فاختارت مقرا جديدا يتماشى مع هيبته كأحد أهم القطاعات الحيوية في الولاية وحولت المقر الجديد إلى خلية نحل تقيم فيها الأعمال اليومية و ترسم فيها مخططات العمل المستقبلي ما يساعد عناصر القطاع على تطوير أدائهم اليومي وتقريب خدماتهم من المواطن
وهكذا فتحت مكاتب الإدارة الجهوية أمامه أبوابها دون وسيط من أجل رفع أي ظلم محتمل قد يمارس عليه أو تبيان نوعية المخالفة التي ارتكبها بأسلوب مدني يشعره بأن العلاقة التي تربطه بالقطاع ليست علاقة عداء وإنما علاقة شراكة تهدف إلى حمايته بالدرجة الأولى.
ولكي تتوطد العلاقة بين الطرفين أكثر فأكثر عملت الإدارة الجهوية في ولاية تيرس زمور بالتنسيق مع القيادة العامة للقطاع على تحويل كل العناصر التي سجلت ضدهم حالات ابتزاز لمواطنين وأولئك الذين كانوا موضع حالات تظلم واستبدالهم بعناصر جديدة رسمت لهم خطة عمل واضحة تزاوج بين أداء المهمة المنوطة بهم واحترام سيادة المواطن.
ويقول بعض أفراد القطاع الذين يزاولون العمل داخل مدينة ازويرات إنهم تلقوا تعليمات من قادة القطاع على المستوى المحلي تضمن ممارستهم لعملهم بأسلوب يراعي احترام ساكنة المدينة ويضمن لها كرامتها ويضيف هؤلاء في أحاديثهم أن التعليمات التي تلقوها في هذا المجال تمنع اعتراض أي سائق يحمل معه أفراد أسرته حتى لا تتأثر صورة رب الأسرة لدى أبنائه فيكون التعامل معه بأسلوب لبق يطبعه الاحترام التام كما شملت التعليمات إضافة إلى أمور أخرى منع إيقاف سيارة أي امرأة بعد منتصف الليل تفادياا لتعرضها لأي مكروه فيقتصر التعامل معها على تحديد هويتها والتفتيش الروتيني للسيارة للضرورة الأمنية.
ومن شأن هذه التعليمات وغيرها من الإجراءات التي اتخذها القطاع محليا للتحسين من صورته أن تقرب القطاع من المواطن البسيط وأن تجعله في نظره أداة للتنمية لا سوطا للانتقام.
احمد سالم ولد محمد